السفر في زمن الأوبئة - An Overview



فالشعوب بالمحصلة أشبه بكارثة طبيعية مفاجئة، غير قابلة للتخاطب في سيلها اللاواعي. الثورات، والحشود، وحتى حشود كرة القدم، وجمهور وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، كلها ظواهر خاضعة للآلية والخطورة نفسيهما، لأن الكل كان، ولا يزال، ينضوي تحت تسمية واحدة ويتحرّك ضمن سيكولوجية واحدة هي: سيكولوجية الجماهير.

يجادل الدكتور خالد فهمي أستاذ التاريخ في جامعة أوكسفورد، والمتخصص في تاريخ مصر في القرن التاسع عشر، في حديث عن "تاريخ الكارنتينا في مصر" بأن المشروع الصحي لمحمد علي كان نابعاً من خوفه على الجيش في حال تفشي الوباء، لكن هذا المشروع الذي بدأ بإقامة المحاجر حول المعسكرات، امتد أيضاً ليشمل الموانئ في الإسكندرية والسويس.

وعلى العموم، فتاريخ المسلمين في مختلف مراحله، وجغرافيا العالم الإسلامي في شتى بقاعها، شهدت مثل هذه النكبات والأوبئة الكثير، وقد ذكرنا بعضها، ولكن ما آثارها عليهم؟ وكيف تعامل المسلمون مع مثل هذه الأوبئة!

تعاقبت الأزمات والابتلاءات والمحن التي أصابت البشرية عبر تاريخها الطويل، ونزلت بالناس صنوف شتى من الابتلاء؛ كالطواعين والأوبئة والمجاعات والفيضانات والزلازل والجفاف وغير ذلك.

الدكتورة نكهت وارلك: المجتمعات الإسلامية شهدت أوبئة أثرت على إقامة الشعائر الدينية (الجزيرة) الطاعون الأول والثاني والثالث

كان من بين الضحايا بعض أسباط النبيُّ مُحَمَّد وكذلك منهم رضيع، بينما تم القبض على إمرأتين كل منهما في الخمسينيات من العمر، كأسرى حرب. تسببت هذه المذبحة بحق الهاشميين - آل بيت النبي - في حدوث اضطرابات بين النخب الدينية للإمبراطورية الناشئة. ومع ذلك فإن العمل الأموي في كربلاء ضمن سيطرة العائلة على الخلافة لمدة سبعين عامًا.

إن فكرة استخدام الثقوب السوداء في السفر عبر الزمن تعتمد على أنه من الممكن عندما يحدث انحناء شديد للزمكان أن يحدث اتصال بين نقطتين متباعدتين في الزمكان. وبالتالي إذا تحقق مسار مغلق للزمكان يمكن انقر على الرابط العودة إلى نقطة البدء في الزمان والمكان.

مزيد من المنشورات المخالفات العقدية في زمن الأوبئة (كورونا نموذجًا)

إسرائيل تعلن مقتل القيادي محمد الضيف، وقادة من حماس يشككون، فماذا نعرف عن الضيف؟

وقالوا إن "مزيجا من الأحداث" شمل النمو السكاني وتجارة الجنس وحركة السكك الحديدية سمح بانتشار فيروس "اتش اي في" المسبب للإيدز. وأضاف العلماء في دورية "ساينس" العلمية قائلين إنهم لجأوا إلى دراسة تاريخ الفيروس للتعرف على أصل الوباء.

ولو مضينا مع الأخلاق المعيارية فسنجد أنها تثير الكثير من النقاش؛ لأنها تتناول الأفعال وهي غير محدودة، وتتصل بتعقيدات العلاقة بين الدين والقانون والأخلاق. ثم إن الأوبئة تفرض علينا تصرفات استثنائية تعارض ما استقر عليه الأمر من حقوق وأحكام في الأحوال الطبيعية؛ فالسياسات الصحية مثلاً تنحو نحو تقييد حريات وتحركات الناس، كالعزل الاجتماعي الطوعي، والعزل الصحي للمرضى، والحجر الصحي لمدينة أو منطقة، والذي قد يشمل المرضى والمشتبه بهم والأصحاء معًا، وكلها إجراءات تتعارض مع الحقوق الأساسية للإنسان وتحتاج إلى تسويغات أخلاقية؛ بحيث تكون مؤسَّسة على مبادئ وتعليلات مُحْكمَة.

مركز أطباء بلا حدود للفكر والمعرفة في مجال العمل الانساني آحر التقارير والاصدارات حول العمل الانساني

– وجوب تجنب أماكن العدوى والالتزام بقواعد الحجر الصحي التي تحددها الحكومات والقوانين، فبالنسبة لمكان الوباء فإنَّ في البقاء فيه رخصةٌ، والخروج منه رخصةٌ، فمن كان في الوباء، وأصيب، فلا فائدة من خروجه، وهو بخروجه ينقل المرض إِلى النَّاس الأصحَّاء، ومن لم يُصَبْ فإِنَّه يرخَّص له في الخروج من باب التَّداوي على ألا يخرج النَّاس جميعاً، فلا بدَّ أن يبقى من يعتني بالمرضى.

وإذا كان النقاش الفقهي ينصرف كثيرًا إلى خطاب الأفراد أنفسهم والشروط الواجبة في المستحيي (من كان سببًا في إدامة الحياة)، كأن تتوفر فيه القدرة مثلاً، وأن يقدّم الأقرب فالأقرب إليه عند تزاحم الواجبات؛ فإن نقاشنا هنا منصب على جهات مختصة تتولى مسؤولية استحياء الناس، سواء أكانوا فرقًا طبية أم وزارة صحة تضع سياسات عامة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *